الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث هل يجب ان يتحول التلميذ إلياس ضحية وزارة التربية الی "كالاتوسة" حتی يقع انصافه؟

نشر في  04 أفريل 2016  (09:32)

وصلتنا رسالة تظلم تخص التلميذ إلياس الذي حرم من الإرتقاء في امتحان الباكالوريا بسبب حرمانه من رمز السيرة والمواظبة. وهذا ما جاء في الرسالة التي تلقيناها: "إلياس تلميذ الباكالوريا بمعهد قرطاج الرئاسة، بالغ من العمر عشرين سنة، يعاني منذ سنة 2009 من مرض عضال مزمن "مرض كرون" وهو التهاب حاد يصيب القولون والأمعاء وكذلك الجهاز الهضمي. خلال السنة الدراسية الفارطة 2014-2015، وبسبب تعب الدراسة والضغط النفسي لامتحان الباكالوريا٬ تفاقم المرض وأجريت عليه عمليتان جراحيتان، تسببت في غيابات مرضية مبررة بشهادات طبية.

أغلب الأساتذة كانوا على علم بذلك، خلافا للسيدة المديرة والقيمة العامة، اللتان أضاعتا الشهادات الطبية ولم توثقا هذه الغيابات، بل اعتبرتاهما خلال مجلس القسم ”غيابات غير شرعية“ وحرمتاه من رمز السيرة والمواظبة (1) الذي يسمح له بالارتقاء بالإسعاف في امتحان الباكالوريا.

للعلم، بطاقة النتائج المدرسية لالياس لم تنص على وجود أي غياب أو عقوبة، وقد وقع تدليس رمز السيرة والمواظبة فيها بجرة قلم (صفر0) عوضا عن الرمز المستحق (واحد 1). وللتذكير٬ فإن القانون الداخلي للمعاهد ينصّ على أن كل غياب غير مبرّر لمدّة أسبوع يعاقب عليه التلميذ بالطّرد لمدّة ثلاثة أيّام، والغياب غير المبرّر لمدّة ثلاثة أسابيع ينجرّ عنه الشّطب النهائي من المعهد.

يتأكّد من هذا عدم تسجيل الإدارة لأي غياب في حق التلميذ، وإلاّ فكيف باشر دروسه بصفة اعتيادية وسُمح له بمزاولة الدّراسة وإجراء الامتحانات؟ طلب من المديرة إصلاح هذا الخطأ و وعدت بذلك ولكن شيء لم يكن، كما وقع الاعتراض ثانية لدى المندوبية الجهوية بتاريخ 10 جوان2015 و كان مكان هذا الطلب سلة المهملات. علما و أن السيدة المديرة قامت بتغيير هذا الرمز لبضعة تلاميذ و لنا الإثبات على ذلك والله أعلم بأي موجب!!!

بعد نشر نتائج الباكالوريا أصيب إلياس بإحباط نفسي مما استدعى تدخل طبيب نفساني للمعالجة كما تعكرت حالته الصحية واستوجب إجراء عملية جراحية ثالثة خلال شهر جويلية واللجوء إلى التداوي بالعقاقير الكيمياوية. أمام هذا التصرف السلبي، تم الاعتراض لدى وزير التربية بتاريخ 06 جويلية 2015 ، لكن هذا الطلب وقع عرقلته في مستوى الإدارة العامة للامتحانات.

وأمام إصرارنا وبعد مقابلة مع السيد الوزير، بعد عناء و تدخلات، وقع تكليف السيد مدير الديوان للتدخل لدى إدارة الامتحانات للإذن بتحقيق إداري، لكن شيء لم يكن. ثم تمت محاولة ثانية مع الوزير الذي كلف السيد الكاتب العام لمتابعة الملف، والذي أذن بنفسه للسيدة المديرة بجمع الأساتذة و مجلس القسم وإصلاح الخطأ الإداري وإسناد رمز (1) للسيرة والمواظبة، وهذا اعتراف ضمني بوجود خلل إداري وجب إصلاحه.

وفعلا، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، استدعت المديرة خمسة أساتذة، أمضی أربعة منهم على محضر مجلس القسم. لم تستدع السيدة المديرة بقية الأساتذة لغاية في نفس يعقوب، وادعت أنهم رفضوا التوقيع على محضر مجلس القسم، و بذلك لم يكتمل النصاب. كانت هذه المسرحية محبكة التأليف و سيئة الإخراج لأنه باتصالنا ببقية الأساتذة، اتضح أنهم لم يكونوا علی علم بالموضوع، ولما اتصلوا بها للإمضاء على المحضر ادعت أن الملف أُغلق.

بعد اتصالنا ثانية بالسيد الكاتب العام و مواجهته بحقيقة التمثيلية، اعترف أن المديرة خافت ان يتسبب اعترافها بخطئها في إعفائها من وظيفتها، وطلب من مدير الامتحانات إعداد إذن في هذا الغرض، و أعلمنا أنه سيكلف بمعية المتفقد العام متفقدا من لدنهم "متاعنا" لتحرير تقرير يرضي جميع الأطراف، ينصف التلميذ ولا يضر بمنصب المديرة.

بعد ثلاثة أشهر، وباستفسارنا عن مٱل هذا التحقيق مع السيد الكاتب العام، طلب منّا الاتصال بالمتفقد العام. في تاريخ 07 جانفي 2016 في اجتماع مع المتفقد العام الذي دعا بالمناسبة السيدة المتفقدة، أكّدا أن التحقيق لم يكتمل بعد، مع الاعتراف بوجود عديد الخروقات والإخلالات الادارية بالملف، كما بينت المتفقدة أنها لم تطلع على الملف الدراسي للتلميذ، اثر ادعاء المديرة أن جميع ملفات التلاميذ أتلفت جراء نشوب حريق بالمعهد، وذلك في غياب محضر للحماية المدنية والشرطة وتقرير المندوبية الجهوية للتعليم. لم تكن المتفقدة تعلم كذلك بامر العريضة التي بعثت للسيد الوزير، ولا حتى بموضوع إلتئام مجلس القسم مرة ثانية.

كما ذكرت المتفقدة أن التلميذ إلياس قد قبل الامر بإمضائه على رمز السيرة قبل امتحان الباكالوريا ولم يعترض عليه. كانت هذه تعلة وسببا لإثبات خطأ التلميذ لغلق الملف. الثابت هو عكس ما ادعت هذه الاخيرة لأن التلميذ لم يوقع أبدا على الرمز لأنه كان طريح فراش المرض يوم 28 ماي 2015 ودُلّس توقيعه. كما طلب من المتفقدة مقارنة ذلك التوقيع بالإمضاء الموجود على جذاذة استدعاء الامتحان و إثبات التدليس.

بعد أكثر من شهر اتصلنا بالمتفقد لاستفساره عن مجريات التحقيق، فأفاد أن التحقيق مازال جاريا، فساورتنا الشكوك وطلبنا مقابلة السيد الوزير لإعلامه بما يجري من ألاعيب في هذا الملف، فاعتذر عن قبولنا و كلف مدير التشريفات بنيابته. بعد يوم واحد من هذا اللقاء، أي بتاريخ 15 فيفري، تجيب إدارة الامتحانات بقرار الوزير رفض الاعتراض استنادا على البحث الاداري الذي لم يكتمل بعد حسب المتفقد العام !!!

هل سنواصل الصمت بعد كل هذه الأدلّة من تدليس وإتلاف ملفات تثبت تورطها في الخطأ الفادح الذي أضر بمستقبل شاب ؟ هذا ما جناه اطارات وزارة التربية على التلميذ إلياس٬ المحبط نفسيا والذي تملكه اليأس وكره المعهد الى حد العزوف عن الدراسة والرفض التام لاجتياز امتحان الباكالوريا لهذه السنة. فهل سيقع انصاف الياس، أم أن العدالة أقرب إلی النبات منها إلی الانسان في تونس اليوم ؟"